تعرضنا في الحلقات السابقة إلى مفهوم الوعي السياسي، واتضح لنا أن تحقيق الوعي السياسي يحتاج إلى عملية متواصلة من التعليم والتثقيف والتربية، وهذه العملية (تحقيق الوعي السياسي) ليست سهلة مطلقا، ولذلك فهي تحتاج إلى خطط وبرامج وأدوات ومهارات للقيام بها وإنجاحها، كما أنها تتطلب تضافر جهود العلماء والدعاة والمثقفين والمفكرين من شتى التخصصات، خاصة وأننا نعيش في عصر الانفتاح الثقافي والثورة المعلوماتية المحمومة وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي ظواهر وتغيرات متسارعة تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى أمركة الثقافة والقيم، فإما أن نستخدمها لخدمة ديننا وأمتنا أو أنها ستصبح وبالا علينا...

كل هذا أدى إلى تعقيد عملية التوعية السياسية وزيادة مقتضياتها واحتياجاتها من حيث الأدوات والمهارات والوسائل والأهداف والمؤسسات التي ترعاها، ولهذا أطلق العديد من الكتاب والدعاة مصطلح "صناعة الوعي السياسي" أو مصطلح "بناء الوعي السياسي" بدلا من "التوعية السياسية".

وفي ظل ما نشهده من تنوع وسائل التضليل والخداع الإعلامي وتنوعها وانتشارها وكفاءتها، وما أدى إليه ذلك من تعرض ثقافة الأجيال الناشئة من أبناء أمتنا إلى هدم متواصل لثقافتهم وعملية متواصلة من التفريغ الثقافي وعولمة القيم والثقافة، فإن صناعة الوعي السياسي تتضمن عملية بناء مستمرة للوعي السياسي وترميم ثقافة أبنائنا وبناتنا وحمايتهم المستمرة من التلوث الثقافي، وهذا يحتاج إلى جهود جبارة وخطط متينة وبرامج متنوعة وهندسة كل ذلك في عملية أوسع نطلق عليها مصطلح "صناعة الوعي السياسي".

يشتد شعورنا بالحاجة إلى ممارسة صناعة الوعي السياسي عندما ندرك أن أعداء أمتنا - الذين يخوضون معنا صراعا حضاريا واسعا وشاملا - يصارعوننا على الجيل الناشئ ويسعون بكل قوة ومكر ودهاء إلى كسبه، فأعداء أمتنا يستهدفون أجيالنا الناشئة، فهم يدركون أن أهدافهم لن تتحقق إلا إذا تمكنوا من إذابة ثقافتنا الإسلامية وخلق جيل جديد ضعيف الإيمان والعقيدة ضعيف الإرادة ذي ثقافة انهزامية يقبل بموجبها الذل والهوان.

سؤال: من هو المسؤول عن صناعة الوعي السياسي؟
الإجابة هي: العلماء والمفكرون والمثقفون والدعاة والقادة الاجتماعيين وطلاب المدارس والجامعات من يمتلكون دوائر واسعة من التأثير على الجماهير وكل من تحقق لديه الوعي السياسي ويسعى إلى التأثير على الرأي العام وحشد طاقات الجماهير من أجل إنجاز الإصلاح والتغيير الذي نسعى إليه

 

famG�"i�l��oman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";mso-bidi-font-family:"Simplified Arabic"'>.
3‌- تنفيذ خطط القوى المعادية وخدمة أهدافها دون الشعور بذلك.
4- الوقوع في تناقضات حول الخطوات المناسبة للمواجهة.
5‌- السقوط في مصيدة الاختراق السياسي – الفكري، وهذا مما يبلبل المسيرة.
6- عدم الاستفادة من الفرص المتاحة ونقاط الضعف في جسم العدوِّ السياسي.
7‌- الانشغال بغير العدوِّ الحقيقي، والاشتباك مع التيَّارات الأخرى الموازية أو الحليفة المفترضة.
8 - فقدان الثقة بالعمل الشعبي المنظَّم كأداة صراعٍ ضدَّ الخصوم.
9‌- ضياع الفرص المناسبة، مع عدم الانتباه إلى الخسائر الراهنة والبعيدة المدى